U3F1ZWV6ZTUyODM5NzM2OTQ2MTk0X0ZyZWUzMzMzNTg3NTE2MzMyOQ==

الكاتبة شيماء بادة



هل تتحقق الأماني

 اليوم ، أجلس في إحدى المقاهي وحيدة ، أمامي كأس حليب ، وديوان نيتشه ، ومذكراتي التي ملت مني ومللت منها.

أستشعر صوت خرير المياه المتساقطة، مستمتعة بجمال المنظر من نافذة المقهى، لولهة أحسست أن جميع خيبات تتحرر مني، وتتساقط مثل حبيبات المطر.
اليوم أشعر وجود شيئ في الأنحاء ، أشعر به فعلاً ! ، أشعر بشيئ بعيد جداً ، حانق كثيراً، ومخذول حتى اللانهاية.
محبطة أنا إلى آخر حد ، وأعرف إلى أي درجة من الإحباط وصلت ، لكني أعرف أيضاً بأن إحباطي قد تجاوز حدود الإنكسار بكثير ، أنا المرآة التي باتت لا تملك شيئاً بعد الآن ، والتي كانت تمتلك كل شيء .
لا أفهم كيف فعلت خيباتي هذا بي ، كيف إستعمرتني بكل هذا العنفوان ، وكيف غرستِ أوتاد الألم والإنكسار في قلبي وروحي بكل هذه القسوة والثبات.
نيتشه الذي يشاركني وحدتي اليوم ، هو نيتشه ذاته التي جميع دواوينه شاهدة على جميع آلامي وجميع نوبات الهلع والخوف ، والذي أخبرني يوماً إحدى صديقاتي بأنني سأموت وحيدة مجنونة مثله.
أتصدق نبوءتكِ يا صاح فأموت مثله ! أأموت كمرآة تشارك حروفها و حياتها بصمت الموتى ، ليقنعني أحد بأن الوجود يسبق الماهية ، أنا الذي لم أستوعب يوماً ماهيتي الغريبة ، والذي لم أقدر على تفسير لغز وجودي للآن.
أنا اليوم لا أعرف كيف أفسر هذا الشعور الغريب ولماا أشعر ، كل ما أعرفه أنت شيئ إجتاح أعماقي وأبى أن يندثر أو يزول....
لقد كنت خائفة من خيياتي وإستعمارها لي كنت أريد الاحتفاظ بها كما هي ، من دون قيود ولم أفكر يوما أن الإحتفاظ بها سيؤذيني أكثر.
أعترف بأن آلامي تزداد يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة تأججاً بفعل الخيبات ، لكنني لست قادرة على أن أكبح كل آلامي في سبيل أن لا أخسر روحي للآبد.
أدرك بأنه من الصعب عليا أن اتحرر من جميع مخاوفي، وأن أتشبع بعدم الغوض في بعض التفاصيل، ولكن الأمر ليس بيدي
الكاتبة شيماء بادة
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق